متى يبدأ ظهور أسنان الأطفال؟

متى يبدأ ظهور الأسنان عند الأطفال؟

يعد ظهور الأسنان عند الأطفال واحداً من المراحل الحياتية الهامة التي تمر بها الأسرة، إذ يترقب الأهل هذا الحدث بفرح وحماس، لما له من دلالات على النمو والتطور السليم لطفلهم. تتفاوت الفترة الزمنية التي يظهر فيها أول سن عند الأطفال من طفل لآخر، حيث يعكس ذلك العديد من العوامل الصحية والوراثية. ومن خلال هذا المقال، سنستعرض بداية ظهور الأسنان عند الأطفال، مراحله، العوامل المؤثرة فيه، والمشاكل الشائعة المرتبطة به.

مراحل نمو الأسنان عند الأطفال

تبدأ عملية ظهور الأسنان لدى الأطفال، أو ما يُعرف بتسنين الأطفال، في مرحلة مبكرة من حياتهم، وتتطور على عدة مراحل حتى اكتمال نمو الأسنان الدائمة. يبدأ الأطفال عادةً في التسنين بين الشهر السادس والشهر العاشر من حياتهم، لكن يمكن أن يتفاوت هذا التوقيت حسب الظروف الفردية لكل طفل.

1. الأسنان اللبنية (الأسنان المؤقتة)

تعتبر الأسنان اللبنية هي أول الأسنان التي تظهر في فم الطفل. يتكون فم الطفل في البداية من اللثة فقط، ولكن مع مرور الوقت، يبدأ ظهور الأسنان اللبنية بشكل تدريجي. تبدأ هذه الأسنان في الظهور عادةً بين الشهر السادس والشهر العاشر، وقد يختلف هذا التوقيت من طفل لآخر.

تتكون الأسنان اللبنية من 20 سناً، وتشمل:

• الأسنان الأمامية السفلى: وهي أول الأسنان التي تظهر، عادة بين الشهر السادس والشهر الثامن.

• الأسنان الأمامية العليا: تظهر عادة بين الشهر الثامن والشهر العاشر.

• الأسنان الجانبية: تبدأ في الظهور بعد الأسطح الأمامية، بين الشهر التاسع والشهر الحادي عشر.

• الأضراس الأولية: تظهر بين السنة الأولى والسنة الثانية.

• الأضراس الثانية: غالبًا ما تظهر بين السنة الثانية والسنة الثالثة.

2. الأسنان الدائمة

يكتمل نمو الأسنان اللبنية في سن الثالثة تقريباً. ولكن بمجرد أن يبلغ الطفل حوالي ست سنوات، تبدأ الأسنان الدائمة في الظهور. هذه الأسنان الدائمة تكون أكثر قوة وصلابة مقارنة بالأسنان اللبنية، وتستمر في الظهور حتى سن الثانية عشرة تقريباً، ويشمل ذلك الأضراس الدائمة التي تظهر في الظهر.

العوامل المؤثرة في توقيت ظهور الأسنان

تتعدد العوامل التي تؤثر في توقيت ظهور الأسنان عند الأطفال. قد يؤدي بعضها إلى التأخير في التسنين، بينما قد يظهر بعضها الآخر الأسنان في وقت مبكر. من أبرز هذه العوامل:

1. العوامل الوراثية

تلعب الجينات الوراثية دوراً مهماً في تحديد توقيت ظهور الأسنان عند الأطفال. إذا كان أحد الوالدين قد بدأ التسنين في وقت مبكر أو متأخر، فمن المحتمل أن يكون الطفل قد بدأ التسنين في نفس الوقت تقريباً. لذلك، فإن معرفة تاريخ التسنين في العائلة قد يكون له تأثير على الطفل.

2. الجنين والولادة المبكرة

قد يعاني الأطفال المولودون قبل موعدهم من تأخر في ظهور الأسنان. فالأطفال المولودون قبل الأوان قد تبدأ أسنانهم في الظهور بعد فترة من الأطفال المولودين في موعدهم.

3. التغذية

التغذية السليمة تلعب دوراً حيوياً في نمو الأسنان. الأطفال الذين يتناولون نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الكالسيوم والفوسفور والفيتامينات الضرورية مثل فيتامين D قد يشهدون نمواً أسرع للأسنان. بينما يمكن أن يتأثر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الذين يفتقرون إلى هذه العناصر الغذائية بتأخر في التسنين.

4. الصحة العامة

تؤثر صحة الطفل العامة بشكل مباشر في نمو أسنانه. الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية مثل الاضطرابات الهرمونية أو الأمراض المزمنة قد يواجهون تأخراً في التسنين مقارنةً بالأطفال الأصحاء.

5. التعرض للبيئة

المناخ والظروف البيئية قد يؤثران في توقيت ظهور الأسنان، حيث تميل بعض الدراسات إلى الإشارة إلى أن الأطفال في المناطق ذات الطقس المعتدل قد يظهر لديهم التسنين في وقت مبكر مقارنة بالأطفال في المناخات الأكثر قسوة.

كيف يمكن للوالدين العناية بأسنان الأطفال أثناء التسنين؟

يجب على الآباء أن يكونوا مستعدين لتقديم الدعم والرعاية للطفل أثناء التسنين. يمكن أن يكون هذا الوقت مليئاً بالآلام والإزعاج للأطفال، ولذلك هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في تخفيف هذه الآلام:

1. استخدام العضاضات

يمكن للطفل أن يستخدم العضاضات المصنوعة من مواد آمنة مثل السيليكون أو المطاط، والتي تساعد في تخفيف الألم الناتج عن التسنين. بعض العضاضات تحتوي على مواد باردة أو تحتوي على هلام بارد يمكن أن يوفر راحة أكبر.

2. التدليك اللطيف للثة

تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف يمكن أن يساعد في تخفيف الألم والتهيج.

3. استخدام الأدوية المسكنة

إذا كانت آلام التسنين شديدة، يمكن استشارة الطبيب بشأن استخدام الأدوية المسكنة المناسبة للأطفال، مثل الأدوية التي تحتوي على باراسيتامول أو إيبوبروفين.

4. الرعاية الصحية المنتظمة

من المهم أن يلتزم الطفل بزيارات منتظمة لطبيب الأسنان من أجل متابعة صحة الفم والتأكد من نمو الأسنان بشكل صحيح. يمكن للطبيب أن يقدم نصائح إضافية بشأن العناية بالفم وتجنب أي مشاكل صحية محتملة.

مشاكل شائعة تتعلق بتسنين الأطفال

هناك بعض المشاكل التي قد تواجه الأطفال أثناء مرحلة التسنين، وهي تتفاوت بين طفل وآخر. من أبرز هذه المشاكل:

1. التهيج والانزعاج

يُعتبر الألم الناتج عن التسنين من أكثر المشاكل الشائعة التي يواجهها الأطفال. قد يصاحب هذا الألم التورم في اللثة، مما يؤدي إلى بكاء الطفل وعدم الراحة.

2. ارتفاع درجة الحرارة

بعض الأطفال قد يعانون من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أثناء التسنين. ومع ذلك، إذا كانت الحمى شديدة أو استمرت لفترة طويلة، يجب على الأهل استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية أخرى.

3. مشاكل في الأكل

قد يواجه الأطفال صعوبة في الرضاعة أو تناول الطعام أثناء التسنين بسبب الألم. يمكن أن يؤثر هذا على تناولهم للطعام وقد يؤدي إلى فقدان الوزن.

4. التهاب اللثة

التسنين قد يؤدي في بعض الأحيان إلى التهاب اللثة أو تكون بثور صغيرة على اللثة، وهي حالة شائعة، لكن إذا كانت الالتهابات شديدة أو مصحوبة بأعراض أخرى غير معتادة، يجب استشارة الطبيب.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن عملية التسنين تعتبر جزءاً طبيعياً من نمو الطفل، هناك حالات يجب فيها استشارة الطبيب أو طبيب الأسنان:

• إذا كان الطفل يعاني من ألم شديد ومستمر رغم استخدام العلاجات المنزلية.

• إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً أو استمرت لأكثر من 24 ساعة.

• إذا لاحظ الوالدان وجود أي تشوهات في نمو الأسنان أو مشاكل أخرى غير طبيعية مثل النزيف أو التهاب اللثة.

الختام

تعتبر عملية التسنين واحدة من أهم مراحل نمو الطفل، وهي لحظة ينتظرها العديد من الآباء. إن معرفة توقيت ظهور الأسنان، العوامل المؤثرة فيه، والطرق المناسبة للعناية بالطفل أثناء التسنين، يمكن أن تساهم بشكل كبير في تخفيف المتاعب التي قد يشعر بها الطفل. وبتوفير الدعم المناسب والرعاية الصحية، يمكن للآباء أن يجعلوا هذه الفترة أسهل وأكثر راحة لطفلهم.